الأحد، 10 يوليو 2011

الديمقراطية بدون معلم

كنت دائما من محبي تعلم اللغات الااجنبية و عندما كنت صغيرة كنت اظن ان الكتيبات من نوعية تعلم الفرنسية بدون معلم هي اسهل الطرق لتتعلم لغة جديدة و لكني بعد اصبحت اكبر و انضج عرفت انها افشل طريقة لتعلم اي لغة
و مع ذلك لاحظت ان هذه الكتيبات لازالت منتشرة بين الشعب المصري خاصة و انها تشمل كل اللغات الانجليزية والفرنسية والايطالية والالمانية و حتى الروسية ظننت حينها ان الشعب المصري كله مثلي من محب تعلم اللغات
و لكني علمت بعدها انها طريق من يعملون بالسياحة كبائعي التحف او العمال بالفنادق الصغيرة حتى تساعدهم على التفاهم مع السواح لخدمة لقمة عيشهم كما كانوا يخبروني دائما
و لا اعلم لماذا الان شعرت ان هذه السلسلة العظيمة ينقصها كتاب هام جدا للغة اكثر اهمية من كل هذه اللغات
الا وهي لغة الحوار
نعم فبعد انطلاق ثورة 25 يناير وحالة الحراك السياسي التي اصيب بها الشارع المصري كثرت الحوارات والمناقشات والمجادلات (و الخنقات كمان)و خاصة على الصفحات السياسية والمدونات على الفيس بوك والتويتر وصفحات الانترنت
و اللي لفت انتباهي في الحوارات دي اكتر من محتواها هو اسلوبها
فكان ده تقريبا مجرى الحوار مثلا على احدى صفحات الفيس بوك
الادمن ينزل خبر او رؤيته او تعليقه على خبر او على وضع من الاوضاع المستجدة في البلد
و تلاقي تعليقات اعضاء الصفحة منقسمة الي اكتر من تيار



1-الموافق
2-المعارض واللي يناقش اعتراضه بموضوعية
3-المعارض اللي بيطالب الادمن و بقوة انه يمسح البوست و في الغالب بيتهمه بتسخين الجو وعدم الحيادية
4-المعارض اللي بيوجه اقصى الاتهامات (واحيانا افظع الشتائم)للادمن
و ده لما تقوله مثلا عيب يا استاذ ميصحش الالفاظ دي او الاسلوب ده يقولك مش انتم عاوزين ديمقراطية
مش دي الديمقراطية بتاعتكم انا حر
و بيكون رد الادمن على حالات الاعتراض دي اما بفتح النقاش و توضيح وجهة النظر
او التجاهل التام
او البلوك المتين(وللاسف ساعات بيكون لمجرد الاختلاف في وجهة النظر بدون اي سبب متعلق بالخروج عن الاسلوب المحترم او استخدام الفاظ خارجة) و طبعا ده بيفكرني باخونا بتوع الفلول
احب اتكلم بقى عن اخوانا اللي بيشتموا ويقولك ديمقراطيةو الناس الي بتضغط على الادمن علشان يمسح كلامه و الاخ بتاع البلوك
و احب اسالهم بس مين اللي قال ان الاساءة والشتيمة والغلط في الاب والام نوع من الحرية والديمقراطية؟
هو انت مسمعتش قبل كده المقولة الشهيرة واللي اختصرت الحرية في كلمتين :انت حر ما لم تضر
هي دي الحرية
بمعنى من حقك تعترض بس مش من حقك تشتمني
قول رايك واسمع رايي ولو مش عجبك يا تقنعني يا اقنعك
مش لازم تبقى انت صح و مش لازم اكون انا صح
ولو كنا استخدمنا الديمقراطية والنقاش الديمقراطي صح اكيد كنا حنلاقي نقطة نتقابل فيها ونتفق عليها
و برضه انك تستغل سلطة او نقطة قوة علشان تلغي وجود اي شخص قدامك علشان تنفرد برايك مش صح لانك كده بتفرض رايك مش بتناقشه وده برضه لا ليه علاقة لا بديمقراطية ولا بنقاش اصلا
ده بعيد عنك افترى على خلق الله
و قيس بقى على المثل ده كل حواراتنا في كل مكان وكل موضوع حتى لو مش كان سياسي
يمكن زمان مكناش حاسين بالمشكلة دي اوي كده
لان مكنش في حد بينطق اصلا
انما النهاردة وبعد ما حياتنا بقت عبارة عن نقاش و تساؤل كبير اوي للازم نتعلم ازاي نخوضه ونخوضه صح
ولما بفتكر الكلمات الخالدة اللي وصف بيها الاخ معمر القذافي الديمقراطية (ديمو و كراسي )بتاكد ان الشعب المصري و العربي كله محتاج كتاب
تعلم الديمقراطية بدون معلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق